البِيك.. أَعظَمُ من مجردِ مأْكُولاتٍ شهِية!
في بِدايةِالسّبعيناتِ،كَانَت المَمْلَكَةالعربيةُالسّعُودِيَّةتعيش طفرتها الاقْتِصَادِيَّةالكبرى، مَع بدءالتوسع في عمليات التعميرِ والتحديث التي شملت كافةأَنحاءالمَمْلَكَة بسرعةٍكبيرة.ومَع الطَّفرةالاقتصادِيَّة، بَدَأَمفهوم )الوجَبَات السّرِيعَةِ( في الانتشار في مدن المَمْلَكَة الكُبرى،حتى أصبح مِن الشائع بين السكان والمُقيمين تناول الطعامِ خارج المنزل،مما دفع أحدَ المستثمرين في السّعُودِيَّة للاهتمام بهَذاالاتجاه ويُجري دراسةجَدوَى داخل المَمْلَكَة بخصوص (الوَجَبَاتِ السّرِيعَةِ(.سافرَالرَّجُل للخارج وتَعاقَد مَع شَرِكَةتُسَمَّى )بروست( للوجبَاتِ السّرِيعَةِ،ونال عَقْدَاًحصرياً لأعماله في الخليج وافتَتَح أولَ مطعمٍ له عام1974 في جدة. ومَع بِدْءِ المشروع،كَانَت النتائجُ مخيبةً للآمال حَيْثُ لم يتجاوز عدد الزوار أَكْثَرمِن 100 زائرجاء وعلى فتراتٍ مُتباعدةٍ للغاية حتى انتهى المَشْرُوع كلُّه بوفاةِ الرَّجُل،وسُحِبَ عقدُالتّوكيلِ مِن شَرِكَة بروست( بِسَبَب وَفَاةِ وَكِيلِهَا في السّعُودِيَّة. ولكنَّ ابْنَي الرَّجُل ويدعيان )رامي( و )إحسان( قرَّرَا إكمال مَسِيْرَة الأب.
كان الأبُ لديه العديدمِن المَشْرُوعَات الأُخْرَى في مجالات مختلقةإلا أن ابنيه الاثنين اتَّخَذَا قَرَاراً بتصفيةِكافةِأعمالِ أبيهِما –بَعْدَ أن تخرَّجَا مِن الجامعة- والتركيز في مَجَال المَطَاعِمِ تحَدِيدَا،ًخُصُوصَا بعَْدَ أنجاءتهم رسالة مِن البَنْك تفيد بأن الدُّيون قد تَرَاكَمَت،وأنّه أمامهما طريقين:
إما سدَاد الدُّيُون..أو الحَجْز على جميعِ الممتلكات.
فقَرَّرَ الشابَانِ بإرادَةٍ حَدِيديَّةٍ أن يُسَدِّدَا دُيُون والدهما المتوفى،على مدار سنتين اثنتين.. وهَذا معناه أن يخوضَا غِمَارَ الصِّعاب بلا أيَّةِ فُرصَةٍ للفشل أو التّراجع.. بَدَأَ “رامي” و”إحسان” حياتَهما باستكمال مَسِيْرَة أبيهما في ظُرُوْف شَدِيْدَة السّوء،فعملا في مكتب صَغِيْر جداً.. في الوَقْت الذِي سافر فيه “إحسان” إلى فرنسا لدراسةِ الإدارة،لمساعدة أخيه رامي في آخر تطورات الإدارة،في عصر ما قَبْلَ الإِنْتَرْنِت والتعليم الإلكتروني. وفي الثَّمانينيات،بَدَأَ السّكان والمُقِيمُون بالسّعُودِيَّة يعرفون هذه العلامة التّجاريةالتي كَانَت تَكبُر بهدوء وثقة يوماً بَعْدَ يوم: مَطَاعِمُ )البيك(! الخَلطَاتُ السِّرِّيَّةُ المُمَيزة،كَانَ وراءَهَا إِدَارَة أَكْثَر تميُّزاً قام بها كُلّ مِن "رامي و”إحسان”،حتى أنَّ “رامي” نفسه خَلَعَ ثوبَ المُدير،وانخرطَ بنفسه.. عَامِاً في المَطاعِم،ينظِّفُ الحَمَّامَاتِ بِنَفسِه.. يَمسِك المَكانِس ويمسَحُ الغُبار.. يتواصَلُ مَع العُملاءِ.. يَقِفُ مكانَ الكَاشِير. كَانَ كُلاً منهما يضحِّي بكُلّ لحظةٍ في حياتِهِ في سبيل نَجَاح المشروع.
نجحَ المَشْرُوع بالفعل.. رغْمَ المُنَافَسَةِ الشَّدِيْدَة مَع المطاعمِ الأُخْرَى التي انتشرَت بالمَمْلَكَة في تلكَ الفترةِ،إلا أن مطاعم “البِيك”،ومَع توسُّع عدد الفُروع والمَحالِّ لتشمَل كافةَ أَنْحَاء المَمْلَكَة،كَانَ تقدِّمُ أشهَى الوَجَبَاتِ
وأسرَعِهَا وأكثرَها مواكبةً لأكلاتِ العَالَمِيَّة مِنجهة ،ولذائِقَةِ المواطن السّعودِي والخَليجي تحديداً مِن جِهَةٍ أخرى. وفي العاَم 2002 ،تَمَّ افتِتَاح مَصْنَع )أَقْوَات( وهي شَرِكَة شقيقةٌ ل “البيك”، هي التي تمد مَطَاعِمَ البيِك بكِافةَّ أدواتِ الوَجبات والخلطات السّريةَّ.
ومَع تَنَامِي شُهْرَة “البيك”، افتُتِحَتْ فروعٌ عديدةٌ له في معظم المدن السّعُودِيَّة، وصار اسمُ )البيك( واحداً مِن أَلْمَع المَطَاعِمِ السّعُودِيَّة على الإِطلاق، وأكثرها شُهْرَة وتأثيراً
280px-Albaik_logo.svg.jpg
شاركنا رايك عبر الفيس بوك